ما هو القفطان المغربي؟
القفطان هو ثوب طويل يمتد إلى الكاحل، يتميز بتصميمه الفضفاض وأكمامه الطويلة، ويُصنع عادةً من أقمشة فاخرة مثل الحرير، المخمل، والموبرة. يتم تزيينه بتطريزات يدوية معقدة، تُعرف بالـطرز، وزخارف من السفيفة والعقاد، ما يمنحه طابعًا ملكيًا يُعبّر عن الأصالة والرقي.أصل القفطان المغربي وتاريخه
أنواع القفطان المغربي
1. قفطان النطع فاسي
القفطان الفاسي هو أحد أرقى أنواع القفاطين
المغربية، ويُشتهر بتطريزاته الذهبية الراقية، ويُصنع غالبًا من الحرير الطبيعي. وهو معروف بتطريزة ”الطاوسة”، تعد السمة البارزة لقفطان النطع الفاسي، وتكون على شكل تطريزة لطائرين من الطاووس أسفل الفتحة الأمامية للقفطان، مشيرة إلى أن هذا القفطان يشكل لباسا أساسيا ورسميا للعروس الفاسية والمغربية، خصوصا ليلة الحناء، وأنه كان في بداية ابتكاره بلوني العلم المغربي، الأحمر والأخضر.
الزخارف والتطريزات في القفطان المغربي
الطرز الفاسي
السفيفة والعقاد
القفطان المغربي كرمز ثقافي
الانتشار العالمي للقفطان المغربي
في العقود الأخيرة، تجاوز القفطان حدود المغرب ليصبح رمزًا عالميًا للأناقة، حيث ظهر على منصات الأزياء العالمية وارتدته نجمات هوليوود في مناسبات رسمية، مما ساهم في تعزيز القيمة التراثية للقفطان وانتشاره حول العالم.
القفطان المغربي: أيقونة تراثية عريقة
يعود تاريخ القفطان المغربي إلى أكثر من خمسة قرون، حيث كان يُرتدى في القصور السلطانية وداخل العائلات النبيلة. يُعتقد أن جذور القفطان تعود إلى عهد الدولة السعدية، لكنه شهد ازدهارًا كبيرًا في عهد الدولة العلوية، التي عززت صناعة النسيج والطرز المغربي التقليدي.
2.محاولات الجزائر لسرقة القفطان المغربي
في عام 2024، قامت الجزائر بتقديم ملف إلى اليونسكو تطالب فيه بتسجيل القفطان ضمن التراث اللامادي الخاص بها، رغم أنه لم يكن أبدًا جزءًا من تقاليدها أو تاريخها الأصيل. هذه الخطوة لاقت رفضًا واسعًا في المغرب، حيث اعتبرها الخبراء محاولة واضحة لطمس هوية القفطان المغربي.
تعود جذور هذه القضية إلى أسباب تاريخية عميقة تعاني منها الجزائر حتى يومنا هذا. ما يروج له الجزائريون اليوم، من "انعدام للتاريخ والهوية"، هو نتيجة طبيعية لقرون طويلة من الاستعمار، حيث تم سلب هويتهم وتراثهم من قبل الدولة العثمانية ثم فرنسا لأزيد من 400 سنة. هذا الاستعمار أدى إلى طمس الهوية الجزائرية في جميع جوانبها، من أزياء ومعمار وطبخ وغيرها من المجالات التي تعبر عن هوية وحضارة أي بلد.
هذا الفراغ التاريخي الكبير الذي وجده الشعب الجزائري بعد الاستقلال، دفعه إلى القيام بأفعال تسيء إلى المواطن الجزائري نفسه، كاللجوء إلى "السطو" على تراث الغير (التراث المغربي). هذه الأفعال تعكس غياب الهوية الواضحة، وردة فعل تثبت أن المغرب أصبح عقدة للجزائر منذ استقلالها عن فرنسا.
هذه العقدة من المغرب امتدت لتطال الحكومة والشعب الجزائري، ووصلت إلى محاولة "سرقة" القفطان المغربي، الذي يتقنه الصانع المغربي فقط، من خلال تسجيله في اليونسكو كتراث لا مادي سنة 2024. هذا التسجيل سيمنح المغرب دورا مهما في حماية هذا التراث من أي محاولات "سطو" أو "سرقة".
القفطان المغربي ليس مجرد قطعة من الملابس، بل هو تراثٌ حيٌّ يحمل بين طياته قصص الأجداد وروح الأصالة المغربية. من خلال أنواعه المختلفة، يُظهر القفطان تنوع الثقافة المغربية وغِناها، ليبقى رمزًا خالدًا للأناقة والفخامة عبر الأجيال.إلا أنه كان دائمًا عرضة لمحاولات السطو الثقافي من قبل دول أخرى، وعلى رأسها الجزائر، التي قامت بمحاولة تسجيل القفطان كتراث لامادي جزائري في ملفها لعام 2024 لدى اليونسكو. هذا الأمر دفع المغرب إلى تقديم عريضة طعن رسمية، معتبرًا أن هذه الخطوة تعديًا صارخًا على تراثه الوطني.
لكن القفطان ليس الوحيد في هذه المعركة، فهناك العديد من العناصر التراثية المغربية التي تعرضت لمحاولات "استيلاء"، مثل الزليج المغربي، الطاجين، والعديد من المأكولات التقليدية، مما فتح بابًا واسعًا لحرب ثقافية لا تزال مستمرة خاصة على منصات التواصل الاجتماعي.
عملت وزارة الثقافة المغربية على إعداد ملفات متكاملة تتضمن الأدلة التاريخية والمادية التي تثبت مغربية القفطان والزليج والعديد من العناصر الأخرى.حيث ساهم خبراء وباحثون مغاربة في توثيق هذه الملفات لمنع أي محاولة لتزييف الحقائق.
المهرجانات الثقافية الأخرى مثل مهرجان فاس للموسيقى الروحية ومهرجان فنون الطهي المغربي، تعزز ارتباط المغرب بتراثه الثقافي.
سن قوانين لحماية التراث المغربي
تعمل الحكومة المغربية على تسجيل التراث المغربي
قانونيًا داخل المؤسسات الدولية.
تم إنشاء جمعيات مغربية متخصصة تعمل على توثيق
وحماية التراث ضد أي محاولات للسطو الثقافي.
كيف يمكن للأفراد المشاركة في الدفاع عن التراث
المغربي؟
مشاركة المعلومات الحقيقية حول التراث المغربي على منصات التواصل الاجتماعي.
دعم المصممين المغاربة الذين يعملون على تطوير القفطان المغربي بأسلوب عصري مع الحفاظ على هويته الأصلية.
2.استهلاك المنتجات المغربية الأصلية
شراء القفطان المغربي من مصممين محليين لدعم الصناعة الوطنية.
تشجيع المطاعم المغربية على تقديم أطباق مغربية أصيلة مثل الطاجين، الكسكس، والبسطيلة.
الترويج للسياحة الثقافية المغربية
الترويج للمدن المغربية التاريخية مثل فاس، مراكش، مكناس باعتبارها مراكز للتراث المغربي.
دعوة الأجانب لاكتشاف الحرف المغربية مثل صناعة الفخار، الزليج، والخشب المنقوش.
المعركة الثقافية: أكثر من مجرد
قفطان!
إن معركة حماية القفطان المغربي ليست سوى جزء من حرب ثقافية أوسع تهدف إلى الدفاع عن التراث المغربي ضد محاولات الطمس والتزييف.
من الزليج المغربي إلى المأكولات المغربية، يجب أن يدرك المغاربة أن هويتهم التراثية جزء من كيانهم الوطني، وأن التهاون في الدفاع عنها قد يؤدي إلى فقدانها عبر الزمن.
يظل القفطان المغربي فخرًا للهوية المغربية وشاهدًا على عراقة المملكة. ورغم محاولات الجزائر وغيرها لسرقته، فإن الحقيقة التاريخية والهوية الثقافية لا يمكن تزويرها أو محوها.
المغرب لن يتوقف عن حماية تراثه والوقوف ضد التزييف، وسواء كان ذلك عبر المعارك القانونية، المهرجانات الثقافية، أو حتى الحملات الرقمية، فإن الحفاظ على الهوية المغربية مسؤولية كل مغربي يحب وطنه وتراثه.